الأربعاء، 11 مايو 2011

انصهـــار...



ها أنا أمضى نحوك يدلّني قبس اشتياقي
استنطق ذرات الرمل وهي تقيم
أعيادا وطنية بين مسافات خطوي
يصنع الريح لي جناحين
وتهندس لي الأرض حوافر خيل عربية
يخرج عصفور الوقت من تحت كتفي
يعلق المدى قناديله فوق جبيني
وانا اسير إليك
تعبر وجهتي إلي
امسح وجهي من نعاس خيالك فوق جبيني
اخبىء سكاكر الشوق تحت لساني كاليرقات
الخطوة نحوك عمرا ملفوفا بالتبغ الشعري
بخور الكهان المزكوم برائحة الشوق يتلو اسفار ا مائية
تعلّق الهضاب مصابيح الأبل الهاربة على شحمة اذني
السفر غياب نوعي للطين الآبق
اصعد تل النشوة من اخر زفرة متأرجحة
يتساقط خطوي نحوى الأعلى
فتطبع أقدامي وشما وثنيا فوق الغيمات
يتلقح وجه المطر بنظرة أحداقي
وانا اتأمل ظلّي الهارب من غسق الملكوت
انحدر لأصنع فوق جبين التل جبالا من خشب الصندل
تخرج الحشائش أطفالها من رحم اللحظات الحالمة بك
يتلون فستان الأفق بريشة أنفاسي
للصخر مناظير ليلية تتقصى فيه مروري
تنثرنا النجمات أغاني الوصل فوق الأعشاش المهجورة
يتعاقب اكثر من ليل بثوب نهار مستور
يفرش الفجر سجادة غجرية بامتداد النبض الهارب منك إليك
تخرج اقدامي من موقعها
يغزل نحل الخاطر شمعا فضيا في أنفاسي
تشرق شمس خضراء من قاع يدي
يغرب جسدي
في قاع يدي
يتحلل طيني على ماهية بجع فسفوري
تلبس روحي نظرتك الحبلى بجنوني
اصحو فيك لتنام طيور الكلمات

فارقليط المســـاء...

حين يتجلى الله بمصابيح الدهشة
تسكرُ أياتي بإذان دهشتها

تعطر فمي بتعويذة الإخلاص
وتقود رعشتي حلمَ لأحج إلى اعماقي بالحب


تؤرشف ذاكرتي باللاوعي
وتسكن كل أياتها في اعماقي
تنحيبة للوعة
فيحتار قرأني بتأويله الأعظم
يطارد حيرتي بين مزيج الأغنيات
ويسكنني فسيح جناته...

أمارس أدميتي بفصول سماوتي
وأمنحُ جبرائيل قناديل رسالتها
لتغني مقاماتي بالوتر السابع
أغنية لخصوبة نجديها
وأخرى تفك رقاب تلاوين الليل الممطر بي


بوحها غارق بالمد والجزر والبكاء
شمسها مخملية بلونــ السماء الحانية
اهزوجتها خمراً ووردة بإمتداد الصراط
لاتقبلُ فك أساورها لقلوب متعبة بالكبر


تجيش خفايها بنبي اللوعة
يترقب حظوري كل مساء بنبيذُ تراتيلي العصماء
يسكب من فيض عصارتها
شجن الأولياء على رصيف التعب
فسبحان من خلد بوحكِ في قلبي
دون أن يكتب سفركِ الكافي عشر


امضي وتولد بي إبتسامة زرقاء
تسترسل لون الماء بقارورة من عطر فيروزي
تخط قدريتها بسنابل من أقحوان
تصلي صلاة الغفران وتنهش من ميلاد القيامة

لي بها وطراً من عليين
ونقشًُ مبتلاً بالمطر محفوفاً بالسحاب
لايمنح للريح وجه الخطى
حين تصبح خضراء من قصباً شتوياً لامع
يسكن قرأني في جوفي كل صلاة باليقين
وتستحضر روحي أنفاسكِ
وصدق رب العرش العظيم..

"

على صرير واحــد...



كان الليل الذي يجمعنا
يتسائل دوماً عن سرِ الشهقة
عن كهنوت التوحد .. ودفئ الليلة البكر
عن موج الأصابع في تفاصيل الكلمات المنتهيه
وغيمة الستارة الأخيرة


كان الضوء يحملنا على ابعد مدى
ويقاسم أطرافنا المشتعلة بالحب
ويخط امضائه دون خوفِ من المجهول

كنا على صرير واحد
نعاتب فوج الكلمات القادمة
ونستبيح الصبح فوق جفنيناً سريراً دافئاً

شوقيائيل...



تشتاقٌ الروح
لحديث اللهفة..لسكرات المُنى
لجدائل الليل المسافُر في أوردتي
لإحتضار الوجع في آخر الأشواق


ويشتاق قلبي .. لعطر المساء
لتراتيل السماء الممتدة بيني وبيني
وتشتاق الأقدار
توردنا بين الأشياء
توحدنا بين علامات الذات
بين خلجات السكون الممزقُ فينا


يشتاقُ ربيع الليل لأمسيات الرقصة الأولى
وتفوح أنسام العطر من لحظات التورد
حين تشتعل بوحاً في صدري


تشتاقُ أنفاسي
لطهٌر الوليمة الأولى في تجمعنا
وتشتاقُ السماء أن تمنح الأرض
عباءتها
كيما ينبت فينا عشق اليقينُ ابداً


يشتاق قلمي لحرية التنفس
ليكتب الآية الأولى من سورة الوجد
وينتهي بالآية الأخرى
من تسابيح السماء
يشتاق لأن يملئ الأوراق بالحب
ولأن يعيش بهِ دائماً وأبداَ

حين يكون الحب أنثى..


"1"
هاهو الغيم يهمسني
من نوافذ اشيائكِ العالقة
يشهق البوح أنفاسك البكــر
فأكونك في أوجه البحر موج
أكونك بين السماوات وحـــي
أكونك ياحب شوق يبعثر كل القلوب
يجمعها في جسوم الحياة ..


"2"

الورود تقاسيم وجهك وكل العطور إبتسامة
ظلك في الأرض نهار الحدائق
نبض الدقائق همس الندى البكر
شوق هديل الحمامة
تجيش كل السماوات تحت جفونك وجداً
تشربك الأنجم الزهر نوراً
يقيم الجلال بكل الزمان على سدرة
القرب فيك قيامة
فأين تسري بنا يا غمامه ..


"3"

بكِ أستعدتُ ذاكرتي
وبدأت ميلاد الحب..وبدأت أنا
ايقظتي في داخلي طفل الفرح
صادرتي كل قوانين الظلم
وارتديت السماء لأمطر حباً

"4"

قبلتكِ التي انسكبت على صدري
صادرة شفتاي .. واحيتني من قبر الوجع
وحضنك المتورد بالحنين
كان وطني الذي ابحث عنهُ
لأطوف فيهِ طواف القدوم
إلى عينيكِ
لأمنح نفسي حق السريان في أوردتكِ
المشتعلة وجداً وحنين

"5"
حين يكون الحب أنثى
تكونين أنتي
أخر ماتبقى من صدق النساء

سكرات الجيتار الأخير....


حين أموت
إبحثي عن وجهي
في المرآيا المحطمة
في نزيف الضوء الشمعي
في شفاة الجدران المشروخة بالصمت
في زفرة صديقي المكلوم بالحب
في أغنية الهجر
في جنائز الريح الأخيرة
ولا تبكي علي لان الدمع نار
تقتات على حطب الفجيعة
وطوفان يغرق مدن الذاكرة




دعيهم يتركوا جسدي
للمطر والريح حتى تمتلى اصابعي
بالقمح وتصير عيوني أعشاشاً
للقبرات التي خانتها اشجار السدر القدرية






كان علي أن أموت
كي تبقى الأغاني
خارج تابوت الألم
تخرج فساتين زفافها
من حقيبة الليل
وتراقص أعين السهارى في مسرح
التهاني المتأخرة






حين مت أدركت أن الوجود يشبه
الأصدقاء بلا ذاكرة
وأن قلبك البلاستيكي
مشغول بإعادة تصنيعه
وأن قصائدي تعاشر الغبار
لتجمع
تكاليف
التحنيط
الإجباري